لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81705 مشاهدة
العراق

...............................................................................


ويذكر العلماء أن أصل عبادة القبور وأصل زخرفتها كان من الرافضة عندما تولوا على العراق وكثروا، فهم الذين ابتدءوا ببناء المشاهد على القبور، فمن ذلك المشهد الذي سموه كربلاء وادعوا أنه قبر الحسين ولا شك أنه كذب؛ وذلك لأن الحسين أخفي قبره، ولا يدرى أين هو، ثم إن أهل مصر يدعون -أيضا- أن الحسين عندهم، أنه قبر عندهم، وهناك معبد في مصر يا حسين يا حسين وهناك معبد في العراق يا حسين يا حسين
لا شك أن أحدهما كذب؛ بل نتحقق أن الجميع كذب، وأن الحسين أخفي قبره ولا يعرف؛ ومع ذلك فإنهم لا يزالون في العراق يتعبدون حوله طوافا واعتكافا، وتمسحا وتبركا به، واعتزازا به، وافتخارا بأنه عندهم، ثم مع ذلك.. يدعونه في الأماكن القريبة والبعيدة، ويهتفون به وينادونه من دون الله.
في ولاية الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله- لما تمت الولاية له استولى على نجد وطهرها، وكذلك فتح في عهده الحجاز وطهرها ونظفها، وامتدت -أيضا- ولايته إلى أدنى العراق واستولى على العراق ثم هدم مشهد الحسين الذي هو كربلاء ومشهد على الذي هو النجف وأمر بتسويتها، وإزالة الأعلام التي كانت فيها، وطهرها وطهرت تلك الأماكن، ولم يبق فيها شرك؛ ولكن استاء الرافضة من ذلك، وأحزنهم أن يبقوا هكذا، وأن يزول عنهم فخرهم في زعمهم، فتبرع أحد الرافضة من العراق وقال: أنا أقتل ابن سعود أنا أقتله أبتغي بذلك وجه الله، فجاء إلى الدرعية كان الإمام في الدرعية وأظهر التعبد والتنسك، وأظهر أنه يريد التعلم، وصاروا يسمونه المهاجر، ووثقوا به، ولما تمكن.. قتل الإمام، يعني: طعنه بحربة حتى قتله، واحتسب بقتله أنه شهيد، لما قتله قُتل، احتسب أنه انتصر للحسين الذي ظُلِم وأمحيت معابده التي كان يعبد فيها، وأنه بذلك جاهِدٌ مجاهدٌ، دليل على أنهم يحقدون على من أنكر عليهم. لا شك أن هذا من الشرك في الحسين وعبادتهم له.
كذلك في مصر قبر الحسين -أيضا- عنده شركيات، وعنده قربات يتقربون إليه، المتأخرون يقولون: إن الحسين لما قتل فإن جثته دفنت في العراق وأما رأسه فإنه أرسل إلى الشام إلى يزيد بن معاوية وهو في دمشق الشام وأن هناك من أخذه ونقله من الشام حتى دفن في مصر والصحيح: أنه ما نقل، وأنه دفن مع جثته في العراق وأنه أخفي؛ ولكن الشيطان أوحى إلى هؤلاء وإلى هؤلاء.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة بعنوان رأس الحسين ، طبعت مفردة قديما، وكذلك أيضا توجد في مجموع الفتاوى حقق فيها موضع رأس الحسين أنه في العراق وأنه ما ذُهب به إلى الشام ولا إلى مصر وأن هذه الأماكن التي يدعون أنها قبر الحسين سواء قالوا: إنها قبر رأسه أو قبر جثته؛ أنها كلها لا حقيقة لها؛ ولكن –هكذا- الشيطان يسول لأوليائه؛ حتى يوقعهم في هذه الشركيات.
وأما النجف فإنهم يدعون -أيضا- أن فيه قبر علي هو في العراق وفيه -أيضا- شركيات، يتعبدون فيه بعبادات مبتدعة تقشعر من ذكرها الجلود. الصحيح.. أن قبر علي -رضي الله عنه- لا يُعرَف، وأن أولاده ومن حولهم لما قتل أخفوا قبره في الكوفة مخافة أن ينبشه الخوارج؛ لأن الخوارج هم الذين قتلوه، ابن ملجم خارجي، فهم أخفوه؛ حتى لا يتبرك به أحد، أو حتى لا يحرقه أحد.
قد ورد في حديث: أن عليا تهلك فيه طائفتان: طائفة غلَت، وطائفة جفَت. فالغلاة: الرافضة. والجفاة: الخوارج والنواصب. هلك هؤلاء بالغلو والزيادة، وهلك هؤلاء بالتكفير والتضليل، فلما كان كذلك اتفق الذين دفنوه أن يخفوه، دفنوه ليلا وأخفوه بعيدا عن هذا المكان الذي يسمونه النجف ؛ ولكن الشيطان أوحى إليهم أن يعبدوه في هذا المكان ويتعبدوا فيه؛ فإن فيه قبر علي فصدقوا الشيطان وصاروا كذلك.